top of page

نقمة النجاة ...

  • Writer: Seen
    Seen
  • May 8, 2020
  • 2 min read

Updated: May 26, 2020

هذه تدوينة حزينة .. وعليه وجب التنويه.

إثر سلسلة أحداث مؤسفة حصلت هذا الأسبوع ،، تعرَّفت على مصطلح "Survival Guilt"، والذي يُعرَّف بأنَّه شعور يلاحق الذين أفلتوا من أي كارثة محتَّمة، فيحملون ذنباً عظيماً كأنَّما كانت نجاتهم خيانة لعشيرتهم التي هلكت. وأوَّل رصد له في تاريخ علم النفس كان ضمن أوساط الناجين من الهولوكوست. ثم ازداد انتشاره مع تزايد الحروب التي تندلع في كل مكان، و بدت آثاره واضحة على الجنود العائدين من المعارك دون أصدقائهم.

قررت أن أسمِّيه "نقمة النجاة"، لأن "ذنب النجاة" أضيق من المعنى، و "شعور الذنب تالي النجاة" أطول من اللازم. وبالرغم من أنَّ تركيبة "أسف النجاة" أقرب للمعنى الحرفي، أعتقد أنَّها أبعد في المعنى العُرفي.


خلونا في المهم.

غريب أن نرث كل هذه الحسرة والأسف لأنَّنا نجونا! نحن لم نتسبب بالكارثة، ولم نستأثر النجاة لأنفسنا، كانت المسألة خارج حدود قدرتنا تماماً، يديرها الحظ أو القدر أو القوة العُليا. فمن أين تأتي هذه النقمة؟

أظنُّها تأتي من اعتقادنا بضيق الحظ، و محدودية فرصه وعبثه في تقسيمها. تأتي من قلة الإيمان باتساع القدر ولطف الله.

هذا ما أشعر به كلَّما فاض خاطري حيرة.

ألقى وباء كورونا بظلاله على كافَّة أركان الحياة: الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية وحتى الدينية!

اضطرت الكثير من الشركات تسريح أعداد كبيرة من موظَّفيها .. ونجوتُ. كنت قاب قوسين أو أدنى .. ونجوت.

و الآن تحاصرني نقمة النجاة ،، أدافعها بالإيمان أنَّ الله استأثر للأصدقاء وزملاء المهنة خيرًا في باطن هذا الحزن والأسف.


ذكرتني هذه التجربة بالذي يقولون عنه " Near Death Experience"، اقتراب أي شخص من الموت بسبب حادث أو مرض يغيره للأبد.

وأظن تجربة الاقتراب من خسارة الوظيفة تفعل ذات الشيء بشكل مختلف!


الذي يمر بتجربة شبه موت مثلاً يزداد تقديره للعائلة والأصدقاء، و يزداد تعاطفاً مع الآخرين بشكل عام. بينما تصير علاقاته العاطفية أكثر اضطراباً، وتشهد مسيرته المهنية اهتزازاً أكبر. وفي ذات الوقت ينخفض تقديره للمال بشكل كبير و يكاد خوفه من الموت ينعدم.


على غرار ذلك، احتمال خسارة الوظيفة يجعلك تزهد في كل أشكال الرفاهية، يزيدك التزاماً نحو وظيفتك، يُفعِّل خاصية القلق البالغ ويبثُّ نحو مخيِّلتك أفكاراً مشؤومة بكميَّات هادرة على مدار الساعة. ويحيلك من كبير المبذِّرين إلى سيِّد الاقتصاد والادِّخار والتدبير.


تجربة تُذكر ولا تُعاد يا رب. لا علينا ولا على أحد!

 
 
 

Comments


bottom of page