لا تتكبَّر ...
- Seen

- May 12, 2020
- 1 min read
Updated: May 26, 2020
بعد مرحلة عمرية معيَّنة .. يصير التعلُّم من أصعب المهام علينا.
خصوصاً إذا كانت فترة الانقطاع عن الدراسة طويلة بعض الشيء.
وزد عليها لو كان الشخص وصل مراحل متقدمة من المهنة والتخصص. إتقانه لمجاله يصيب عضلات التلقِّي بضمور وقلة مرونة.
كل ما نكبر ونتعمَّق في تخصُّصاتنا، تُشحذ أذهاننا و نحترف التقاط الأفكار، بإمكاننا استيعاب أشياء معقَّدة مشروحة في كلمات وجُمل وجيزة. بسبب هذه الحذاقة نظن أنَّنا قادرين على إتقان أي مهارة بمجرَّد القراءة عنها أو مناقشتها أو متابعة طريقة القيام بها. مغرورون جدَّا بقدراتنا! و الحقيقة أنَّنا مهما تناهينا ذكاءً وخبرةً وحذاقة .. علينا أن نتواضع أمام المهارات الجديدة. أن نشمِّر عن أيدينا و نرضى بحالة التيه والفوضى التي تلقي بنا فيها مرحلة التعلُّم .. أن نخطئ أن نتلعثم ونتعثَّر ..أن نبدو أغبياء و جهلاء و مثيري للسخرية!
ليس سهلاً. أن نخلع عنَّا رداء الكبرياء والرزانة ونجعل أنفسنا مدعاة للضحك في سبيل تعلُّم ركوب الدرَّاجة مثلاً.
بعيداً عن الشعارات الرنانة ،، "براكتيس ميكس بيرفكت نننننن" ،،، أكثر ما يدهش في التمارين هو قدرتها الذاتية على تكوين حد أدنى جديد مع كل مستوى نرتقي إليه، بحيث لايمكنك أن تهبط دونه حتى لو توقفت عن الممارسة. عودة إلى مثال الدراجة، لو كنت من الذين قضوا ساعات عليها أسبوعياً في طفولتك، ثمَّ انقطعت عنها سنين وسنين .. وفجأة خطر لك أن تعاود ركوبها سينتابك شك عظيم حول قدرتك على امتطائها. لن يكون بإمكانك نفي شكِّك قولاً، عليك أن تركبها وتهب الساحة لساقك. و سترى عُجباً. سيعرف كل جزء من جسدك ما يفعل، لكن لن يكون بإمكانك تفسير ذلك. هذا ما يعزونه للـ"Muscle Memory".
المهم ... تواضع أمام الأشياء التي لا تعرف. التكبُّر يجعلك عرضة للانكسار ،، فتمرَّن.
Comments