ذيل صُنع يدويًّا.
- Seen

- Apr 27, 2020
- 2 min read
Updated: May 29, 2020
أهلاً.
يعمد عقلي إلى ترجمة أي شيء يمرُّ عليه. و الترجمة الأولى أحياناً تكون حرفية، أي غبية. وهذا ما انتهيتُ إليه أوَّل ما بدأت بمتابعة مسلسل ذَ هاند ميد تيل.
إن كنت من الذين يحبون إبقاء عنصر المفاجأة، توقَّف عن القراءة هنا.
بدأت قراءة الرواية منذ ما يقارب العامين، لم أستطع تجاوز نصفها. كانت اللغة ثقيلة والأحداث مُرَّة والوصف دقيق، لم تكن حكاية كانت وجبة متخمة بالتفاصيل، ولم أكن أقرأ كنت أتجرَّع. ثمَّ قرَّرت أن أتوقَّف. تمتمتُ اعتذاراً وجيزاً للكتاب عن إفلاته، أخرجت الفاصل منه ودسسته في الرفِّ على عجل، ثمَّ رحت أنفض أفكاره عنِّي. كونديرا يقول:
إنَّ السرعة والنسيان بينهما علاقة طردية حسب الرياضيات الوجودية، نحن نسرع في الخطوات مبتعدين عن الأشحاص والأشياء والأماكن إذا أردنا أن ننسى، ونبطئ في الخُطى خلال محاولات التذكُّر.
بعد بضعة أسابيع، وبَّختني فداء، الصديقة التي اقترحت علي الكتاب وأعارتني إياه. كانت خيبتها فيني بالغة، لا أذكر كيف دافعت عن نفسي، لكن أعتقد أنِّي قلت لها شيئًا فيما معناه: الواحد مو مستحمل كآبة حياته عشان يكتئب من كتاب كمان. هذه الردود التي نادراً ما يضحدها أحد، من حق الجميع إعلان الاكتفاء من الكآبة. وإن لم يخلو دفاعي من مبالغة كريهة.
المهم، لمحت اسم المسلسل وقرَّرت أن أشاهده. ليس بحثًا عن مصدر كآبة بالتأكيد لازلت مكتفية ذاتياً في هذا الشأن، لكن ربما لأني أشعر بالخزي.
و تأكدت لي براعة الكتاب خلال المشاهدة، كان الوصف دقيقاً، والمشاهد مطابقة بالحذافير التي ذكرت في الجزء الذي قرأت.
بالعادة لا ينصف الإنتاج المرئي الروايات المكتوبة، يتم اختزال أجزاء جوهرية في مشاهد محدودة، تحدُّها الموارد والقدرات التصويرية، ولا شيء بإمكانه مجاراة خيال خصب ولغة باهرة.
لكن ..
أعتقد كان هذا المسلسل استثناءً لما جرت عليه العادة. الكتاب لا يستند على كائنات و مؤثرات في صنع تفاصيله، بل على مشاعر حقيقية. لذلك كان من الممكن تجسيدها دون انتقاص جوهر الحكاية. كثيراً ما لفتتني فترات الصمت في المشاهد، لاحظت أن الحوارات قليلة، و جزء لا يستهان به من المَشاهد عبارة عن سكوت حذر وعميق، يتبادل فيه الأبطال نظرات حادة أو يتوقّفون لتأمُّل اللحظة.
ستتنفَّس الصعداء بالنهاية.
Comments