أسعار البترول بالسالب بس مش للدرجة دي!
- Seen

- Apr 26, 2020
- 2 min read
Updated: May 29, 2020
أكيد أكيد مر عليكم خبر من هذا القبيل. اجتاح الخبر أوساط السوشل ميديا و المقاهي الافتراضية وموائد العشاء وغرفة جلوس الأخوات.
الأخبار التي يتم تداولها في السوشل ميديا تتسم بالتقطع والاقتضاب والتناثر و التبعثر. رؤوس أقلام يصيبك تكرارها بتخمة كاذبة، تشعر كأنَّك عرفت كل شيء عن الخبر و أنت لا تدري أين الله حاطَّك. أدركت هذا الشيء مؤخراً. فصرت أجتهد في صد المعلومات المتناثرة التي أتعرقل بها في طريقي إذا مضيت أبحث عن ترويحة أدبية أو فكاهة. برمجت نفسي أن أتجاهل الأخبار إلا إذا أردت أن أقرأ عنها فعلاً، وهذا ما فعلت حيال خبر الرجل الذي اشترى نفطاً فأخذ عليه مالاً بدل أن يعطي. ٤ أسئلة تبادرت لذهني أردت الإجابة عليها، ولم أعبأ بالاستزادة.
لماذا قد يدفع أحد ثمن بيع النفط؟ لأنه لا يستطيع تخزينه. وهذا المجال قائم على تداول عقود مستقبلية/آجلة يسمونها "Futures"، وهم غالباً أفراد لا يملكون من سلسلة الإمداد شيء. لا تخزين و لا شحن ولا يحزنون. فقط يشترون العقود الآجلة بأسعار منخفضة ثم يبيعونها إذا اقترب أجلها لمن يمتلك محطات تخزين بسعر أعلى. المشكلة أن الطلب انخفض، فلا أحد يريد شراء العقود الآجلة، و الطاقة الإستيعابية للمخازن تكاد تمتلئ. لذلك يحاول أصحاب العقود دفع بعضًا من المال مقابل التخلص منها. و هذا هو السالب في الموضوع.
وعلى فكرة، الأسعار قفزت بسرعة مرة أخرى. يبدو أن النفط يتمتَّع باتِّزان راقصة باليه، رغم الظروف الزلقة، عاد واقفًا.
ماذا سيحدث إذا لم يستطع تصريف العقد الآجل؟
و ماذا يحدث إذا دفع لك أحد مقابل النفط و لم تأخذه؟
احتيال ١٠١ لكن خطر لي. لا أعرف ما قد يحصل صراحةً، لكن أعتقد أن هناك قوانين و سياسات دقيقة تحكم تعاملات النفط و تداولاته، ولن يستطيع محتال مبتدئ مثلي أن ينجو بفكرة ساذجة.
لماذا لازالت هناك عقود آجلة؟
لأن سعر النفط منخفض و مغري لهؤلاء الذين يضاربون بأسعاره.
لماذا سعر النفط منخفض؟
لأن الطلب ينكمش بمعدل أعلى من انكماش العرض. توقف المصانع وخطوط الطيران وحركة التنقل أدى إلى انخفاض الطلب بنسبة ٣٠٪. بينما لازالت الدول المصدرة للنفط تنتجه بذات الكمية. آخر علمي أنَّهم اتفقوا على تخفيض العرض بما يقارب ١٠٪! لازال هناك فائض على الفائض. الخلاف على التخفيض يعود لأسباب سياسية، لا أفقه فيها بما يكفي فسأتجاوز.
إلى جانب السياسة، هناك سبب تقني يجعل شركات إنتاج النفط تستمر في ضخه رغم انخفاض الطلب. ولربما كانت هذه أكثر معلومة تنويرية في بحثي الوجيز. يا قارئي الفاضل، السبب هو أن آبار النفط ليست مرنة، فإن كان صاحبها ينوي إعادة الضخ في المستقبل القريب، سيكون من الأفضل له ألا يتوقف، وإلا سيخسر. ففي هذه الحالة، يصبح الاستمرار في الضخ أقل تكلفة، يتخلص منها صاحب البئر ببيعها بثمن بخس، و يتورَّط بها آخر. طبعاً بودِّي أن آتي بأرقام وإحصاءات دقيقة عن معادلة الربح والخسارة هنا، بس مش للدرجة دي مهتمة حقيقةً.
المؤسف حقًا أن هذا إهدار واضح لموارد نعرف جميعاً أنها تنضب، لا أحد يعرف على وجه التحديد متى سيكون بإمكان العالم فتح أبواب مصانعه و إطلاق طائراته و تدوير محركات السيارات، فإلى متى ينوي هؤلاء التبذير ؟ ها!
Comments